عقبات الدخول الى سوق الاتصالات

عند دراسة أي سوق او قطاع صناعي لغرض بيان التنافسية وجدوى دخول شركات ومؤسسات جديدة، من المهم تحديد العقبات التي تواجه هذه الشركات الراغبة بدخول السوق. وتتأثر عقبات الدخول بعدة عوامل أهمها العوامل السبعة التي يحددها مايكل إي. بورتر من كتابه الشهير، الاستراتيجية التنافسية1. وفيما يلي سنستعرض هذه العوامل ومدى انسجامها مع قطاع الاتصالات النقالة في العراق.

  1. اقتصاديات الحجم (Economies of Scale): ويُعنى بها انخفاض كلفة انتاج الوحدة مع زيادة عدد المنتجات في وقت معين. وتستفيد صناعة الاتصالات بشكل كبير من اقتصاديات الحجم، حيث تنخفض ​​كلفة توفير الخدمة لكل مشترك مع زيادة عدد المشتركين، حيث ان جزء كبير من الكلفة لا يتغير إذا كان لديك مشترك واحد او مئة مشترك (مثلاً كلفة بناء و توفير الخدمة في برج اتصالات معين). وهذا يخلق حاجزاً كبيراً أمام الداخلين الجدد الذين يحتاجون إلى تحقيق عدد مشتركين كبير للتنافس بفعالية.
  2. تمييز المنتج (Product Differentiation): ويقصد به أن الشركات القائمة لديها علامة تجارية مميزة وولاء العملاء، والتي تنبع من الإعلانات السابقة، أو خدمة العملاء، أو ببساطة كونها الأولى في السوق. و هذا ينطبق على السوق العراقي اذ ان الشركات القائمة في السوق مثل زين العراق وآسياسيل تسيطر على ما يقرب من 90% من السوق2، مما يجعل من الصعب على الداخلين الجدد الحصول على موطئ قدم دون تمييز كبير في الخدمة.
  3. متطلبات رأس المال (Capital Requirements): إن الحاجة إلى استثمار موارد مالية كبيرة من أجل المنافسة يخلق عائقاً أمام الدخول الى السوق، لا سيما إذا كان رأس المال مطلوباً بشكل مسبق ومحفوفاُ بالمخاطر أو غير قابل للاسترداد. ومن المعروف ان الاستثمار الأولي المطلوب لبدء شركة اتصالات كبير، يشمل رسوم التراخيص، وتطوير البنية التحتية، والجهود التسويقية الواسعة. تشكل هذه المتطلبات الرأسمالية العالية رادعًا للداخلين الجدد.
  4. تكاليف التحويل (Switching Costs): بينما تكاليف التحويل للمستهلكين (التحويل من الاشتراك مع شركة الى شركة منافسة) منخفضة نسبياً في العراق بسبب انتشار الخدمات المدفوعة مسبقاً2، وذلك يشكل حافزاً للشركات الجديدة حيث ان المستخدم لن يتردد كثيراً عند قرار التحويل، لكن لا تزال الشركات القائمة تستفيد من ولاء العلامة التجارية وقنوات التوزيع المنتشرة بشكل واسع وبهذا يكون هذا العامل سلبياً للشركات الجديدة.
  5. الوصول إلى قنوات التوزيع (Access to Distribution Channels): عطفاً على العامل السابق، وعلى الرغم من أنه ليس حاجزاً كبيراً، فإن نقاط البيع وشبكات الإعلان القائمة للشركات الرئيسية تشكل تحدياً للداخلين الجدد الذين يحتاجون إلى تطوير قنوات توزيعهم الخاصة.
  6. مزايا الكلفة المستقلة عن الحجم (Cost Disadvantages Independent of Scale): قد تستفيد الشركات القائمة من مزايا الكلفة التي لا يمكن للداخلين الجدد تكرارها بسهولة، مثل الوصول الحصري إلى تقنيات معينة أو عقود مفضلة مع الموردين والموزعين او شركات الدعاية و الإعلان.
  7. السياسات الحكومية (Government Policy): تلعب السياسات الحكومية دوراً حيوياً للتأثير على اقتصاديات الدخول الى سوق معين، وبشكل خاص قطاع الاتصالات. على سبيل المثال، قرار الحكومة العراقية بمنح تقنية الجيل الخامس الجديدة حصرياً لشركة جديدة لمدة ثلاث سنوات يشكل حاجزاً فريداً أمام الدخول للشركات القائمة التي ترغب في تحديث خدماتها.

المراجع

1. Porter, M. E. Competitive Strategy: Techniques for Analyzing Industries and Competitors. New York: Free Press, 1980.